الجواب : بعض الكلمات المشتهرة على ألسنة العامة قد يكون معناها صحيحا ولكنها ليست بأحاديث صحيحة تثبت نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا الحديث المذكور لا أصل له ، ولم يرو في كتب السنة .
قال السخاوي رحمه الله :" لم أره بهذا اللفظ في مصر " انتهى." المقاصد الحسنة " (ص/609)
وقال السيوطي رحمه الله :" لا أصل له " انتهى." الدرر المنتثرة " (ص/17)
وقال الألباني رحمه الله :" لا أصل له " انتهى." السلسلة الضعيفة " (رقم/888)
والكنانة هي الجعبة الصغيرة من الجلد لحفظ النبل والسهام ، فكأن هذا الأثر يشبه مصر بكنانة السهام التي يصيب الله تعالى بها الطغاة والظالمين والمتجبرين ، فيرميهم بأهلها الذين هم جند الله ، ولذلك جاء في بعض الكتب تكملة الأثر السابق بقولهم : ما طلبها عدو إلا أهلكه الله .
وذكر جلال الدين السيوطي في كتابه ( حسن المحاضرة فى أخبار ملوك مصر والقاهرة ) عن كعب الأحبار قال : في التوراة مكتوب : مصر خزائن الأرض كلها ، فمن أراد بها سوءاً قصمه الله .
* وقد صح في فضائل مصر أحاديث صحيحة عديدة منها :
1- أخرج مسلم في صحيحه، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط؛ فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحما". رواه مسلم (رقم/2543) .
2- وأخرج الطبراني في الكبير، وأبو نعيم في دلائل النبوة؛ يسند صحيح؛ عن أم سلمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى عند وفاته، فقال: "الله الله في قبط مصر؛ فإنكم ستظهرون عليهم، ويكونون لكم عدة وأعواناً في سبيل الله " . وصححه الألباني في السلسلة الصحية رقم : 3113 وقال : إسناده صحيح رجاله ثقات .
3- وعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرا ، فإن لهم ذمة و رحما " أخرجه الطبراني في معجمه الكبير، والبيهقي وأبو نعيم، كلاهما في دلائل النبوة. وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم: 698 .
والله تعالى أعلم . |