الجواب : إن
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
السبب الأول : هو أن الإسلام دين الحق الذي
تقبله الفطرة السليمة والعقل السوي .
السبب الثاني : هو أن مصدر التشريع الأول في
الإسلام هو القرآن الكريم ، والقرآن محفوظ لم يدخله تبديل ولا تغيير ولا تحريف ،
فقد تكفل الله بحفظه فقال : " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " [الحجر:
9] ، بينما الكتب السابقة دخلها التغيير والتحريف مما جعلها مصدرا غير موثوق به
للأخذ عنه ، كما إن التحريف استند إلى شهوات وأهواء جعلت من يقرأ في هذه الكتب
يكاد يجزم أن هذا من المحال أن يكون وحي أوحاه الله إلى أحد رسله ، بينما معجزة
القرآن البيانية والبلاغية والتشريعية جعلته نورا ساطعا ينبهربه كل من يسمعه إذا
كان متجردا يبحث عن الحق .
السبب الثالث : أن هذه الأمة فيها الدعوة إلى
الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي بالحق والتواصي بالصبر والنصيحة ،
وهذه هي وظيفة الأنبياء والرسل التي جعلها الله تكليفا لهذه الأمة ، لأن الدعوة
إلى الله فيها إحياء الدين ونشره واتساع دائرته وحفاظة أهله ، فسبب استقامة
المسلمين وعدم ردتهم عن دينهم كما حدث للأمم السابقة يرجع إلى وجود الدعوة إلى
الله ، فهي التي توقظ النائم وترد الغافل وتهدي العاصي ويفتح الله بها باب الهداية
لغير المسلم ، فطالما أن الدعوة قائمة وهي ميراث الأنبياء وميراث النبوة فالدين
قائم حي في الأمة ، وهذه الأمة فُضلت على سائر الأمم بالدعوة إلى الله ، لهذا ترى
أمة الإسلام على دينها لم تتبدل ولم تتغير ولم تنحرف ولم ترتد عن دينها إلى دين
آخر ، نعم يمكن أن يكون فيها معاص وفجور وفساد وكبائر ولكن لا يكون فيها ردة
جماعية أو انصراف عن الدين بالكلية كما حدث للأمم السابقة بعد موت أنبيائهم ورسلهم
، فالدعوة إلى الله جعلها الله سببا في استمرار الدين وبقائه إلى يوم القيامة .
قال الله تعالى : " هو
الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا "
[الفتح: 28] ، وقال جل شأنه : " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا
ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين " [يوسف: 108] ، وقال سبحانه :
" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله
" [آل عمران: 110] ، وقال جل وعلا : " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير
ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون " [آل عمران: 104] .
فوجود العلماء وجهود
المصلحين الدعاة إلى الله سبب جعل الأمة تثبت على الحق ولا ترتد عنه أبدا ، أما
الأمم السابقة فلم يكن هناك دعاة بالقدر الكافي قاموا بهذه الوظيفة ولهذا حدثت
الردة والانتكاسة وتركوا دينهم إلى أهوائهم وشهواتهم أو إلى الإلحاد وعدم الإيمان
بغير دين كما يحدث في دول الغرب .
والله
تعالى أعلم .
|